شرح نص الفحص عن أمر دمنة
النص
الفحص عن أمر دمنة قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف: قد حدثتني عن الواشي الماهر المحتال، كيف يفسد بالنميمة المودة الثابتة بين المتحابين. فحدثني حينئذٍ بما كان من حالة دمنة وما آل أمره إليه بعد قتل شتربة، وما كان من معاذيره عند الأسد وأصحابه حين راجع الأسد رأيه في الثور، وتحقق النميمة من دمنة، وما كانت حجته التي احتج بها؛ قال الفيلسوف: أنا وجدت في حديث دمنة أن الأسد حين قتل شتربة ندم على قتله، وذكر قديم صحبته وجسيم خدمته، وأنه كان أكرم أصحابه عليه. وأخصهم منزلةً لديه، وأقربهم وأدناهم إليه؛ وكان يواصل له المشورة دون خواصه. وكان من أخص أصحابه عنده بعد الثور النمر. فاتفق أنه أمسى لنمر ذات ليلةٍ عند الأسد؛ فخرج من عنده جوف الليل يردي منزله، فاجتاز على منزل كليلة ودمنة. فلما انتهى إلى الباب سمع كليلة يعاتب دمنة على ما كان منه
التقديم
الموضوع :
إنكشاف أمر دمنة و محاولته الدفاع عن نفسه معتمدا حججا متنوعة .
الوحدات : المعیار : يمكن أن نقسم إلى مقطعین بإعتماد معیار المضمون :
محاولة دمنة تبرئة نفسه من التھمة : من 1 إلى 17
تأجیل الأسد النظر في أمر دمنة : من 18 إلى 21
الشرح التفصیلي لنصالفحصعن أمر دمنة :
– المقطع الأول
نمط الخطاب في ھذا المقطع ھو السرد أو حكاية الأفعال و قد ساھم السرد في :
– الكشف عن شخصیة قصصیة جديدة (أم الأسد)
– تأطیر الحدث القصصي من خلال تحديد المكان (مجلسالأسد)
– الكشف عن الحالة النفسیة المتأزمة للأسد (الشعور بالغضب و الندم)
– التمھید للحوار و طرفاه (أم الأسد و دمنة)
خصائص الحوار
تمیز خطاب دمنة بجملة من الأسالیب الحجاجیة و بمجموعة من الحجج وظفھا لإقناع الأسد
ببراءتھا من التھمة المنسوبة إلیه و أھم الأسالیب الحجاجیة :
1 – الإستفھام : علام إجتمعتم ؟ مالذي أحزن الملك ؟
وقد أفاد الإستفھام معنى التعجب و الإستغراب حیث يبدو دمنة في حالة من التعجب و
الإستغراب موھما الأسد ببراءته و مستمرا في تظلیله و خداعه .
2 – التأكید والنفي : ما ترك الأول للآخر شیئا
3 – التعلیل و التبرير : لأنه يقال
و قد دعم دمنة ھذا الخطاب الحجاجي بمجموعة من الحجج أھمھا :
1 -الحجج القولیة : من خلال إستعراض بعضالأقوال المأثورة لمجموعة من الحكماء و العقلاء .
2 -الحجج الواقعیة : من خلال عرض سیرة بعضالناس النساط و ما تعرضوا له من ظلم و أذى
حجة المشابھة من خلال تشبیه دمنة نفسه بالأخیار .
المقطع الثاني
قام ھذا المقطع على السرد تحددت من خلاله صورة جديدة للاسد و ھي صورة ايجابیة حیث
تخلص الأسد من تسرعه في إصدار الحكم واحتكم إلى العقله في اتخاذ القرار