تحضير نص تمثال رائع

تحضير نص تمثال رائع


تحضير نص تمثال رائع

تحضير نص تمثال رائع

التمهيد

فتحت الأندلس و استقر بها الحكم العربي الإسلامي، و اختلطت فيها الأجناس و الأعراق من عرب و بربر و روم وسكان أصليين و بني مجتمع أندلسي عن طريق المصاهرة و الموالاة و الإقامة، فغدت مثالا للتلاقح الحضاري و التعايش الاجتماعي. فكانت الأندلس بالإضافة إلى طبيعتها الخلابة موطن فن العمارة و ما لازمه من بستنة و حدائق و إجراء مياه. كل هذا ساهم في إخصاب خيال الشعراء بالصور الرائعة و أمد معجمهم بألفاظ حضارية جديدة.

نوعية النص

القصيدة التي بين أيدينا قصيدة عمودية للشاعر الأندلسي ابن زيدون في مدح المعتمد بن عباد.

صــاحـب النص: هو أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي (394-463 هـ / 1003-1070 م)، من مواليد الرصافة بالقرب من مدينة قرطبة الأندلسية، عاش يتيما وتكفل به جده من جهة الأم، وعاش في وسط عائلي يحرص على اكتساب العلم والثقافة والأدب. خلف ديوانا شعريا ضخما جمع فيه مختلف الأغراض الشعرية وأبوابه المطروقة في عصر.


ملاحظة النص و صياغة الفرضية

العنوان: جاء العنوان جملة اسمية مكونة من مركب وصفي، تركيبيا. أما دلاليا، فالعنوان يوحي على أن الشاعر قد انبهر واندهش لما رآه، وهذا يوضح مدى روعة البيئة الأندلسية التي افتتن بها الشاعر، مما جعله يصفها بأوصاف جميلة.

الفرضية: نفترض من خلال الشكل الهندسي للنص (تناظر الشطرين، وحدة الروي، وحدة القافية)، وصاحبه، وعنوانه، والبيت الأول والأخير من النص أن يكون قصيدة شعرية عمودية تنتمي إلى محور الشعر العربي و التحولات الحضارية والاجتماعية، وتندرج ضمن غرض الوصف ،وربما سيعبر فيها الشاعر عن شكره وامتنانه لأمير إشبيلية عن السماح له بزيارة إحدى حدائق قصره، واصفا مظاهر الطبيعة الأندلسية ومعمارها الفاتن.


فهم النص


✔ المضمون العام: تعبير الشاعر عن شكره لممدوحه أمير إشبيلية، لما أتاح له من التفاتة كريمة، ووصفه لحديقة قصره، والتغني بمظاهرها الخلابة، واعترافه بالجميل والامتنان للأمير داعيا له بالدوام والصحة والنصر على الأعداء.
✔ وحدات النص الأساسية:

الوحدة الأولى (من البيت 1 الى البيت 3): مدح الشاعر للأمير، وإعرابه عن شكره له نظرا للمكانة المرموقة التي منحها إياه.

الوحدة الثانية (من البيت 3 الى البيت 14): افتتان الشاعر بحديقة القصر، والتغني بمظاهرها الخلابة.

الوحدة الثالثة (من البيت 14 الى البيت 16): اعتراف الشاعر بالجميل والامتنان للأمير والدعاء له.
➃ تحليل النص:


المستوى المعجمي


يبدو أن الشاعر صور لنا جمال طبيعة الحديقة، وروعة العمارة والنحت، عبر توظيفه لمعجم شعري موضوعي يتوزع إلى ثلاثة حقوق دلالية هي:
حقل دال على الممدوح حقل دال على الطبيعة حقل دال على العمارة والنحت


الأيادي البيض، نشب وافر، جاه عريض، غض عريض، نعماك، اهتبال… نسيم، مياه، جنة عدن، الورد مجتنى، غنت الحمائم، ظل برود، مياه، … تمثال، حمة مشيدة، الرخام، مرمر، الفرني، دمية،…- يتبين من خلال استقراء معجم النص أن العلاقة القائمة بين الحقول الدلالية هي علاقة سببية متكاملة، حيث نجد الشاعر يمدح ويشكر الأمير على حسن صنعه معه،

عندما أباح له التنزه في إحدى حدائق قصره، وجعله يستمتع بجمالها الرائق، وينعم بروعتها. الشيء الذي مكنه من وصف ما تشاهده عينه، فوصف الحديقة بكل مناظرها ومظاهرها، إلا أنه أسهب في وصف العمارة والنحت وذلك من خلال وصفه للدمية “التمثال”.

وذلك بوقوفه عند أجزائها كما لو انها حسناء حقيقية. وبذلك يكون الشاعر قد استطاع أن يقربنا من الحضارة الأندلسية وما عرفته من ازدهار وتقدم معماري وعيش رغيد.

اقرأ ايضا: