تعبير عن الاخ الصالح خير من نفسك لان النفس قد تامر بالسوء والاخ الصالح لا يامر الا بالخير مكتوب كامل 2021

تعبير عن الاخ الصالح خير من نفسك لان النفس قد تامر بالسوء والاخ الصالح لا يامر الا بالخير مكتوب كامل 2021


تعبير عن الاخ الصالح خير من نفسك لان النفس قد تامر بالسوء والاخ الصالح لا يامر الا بالخير مكتوب كامل 2021

تعبير عن الاخ الصالح خير من نفسك لان النفس قد تامر بالسوء والاخ الصالح لا يامر الا بالخير مكتوب كامل 2021

مقدمة

تحضر نص
شرح نص

العلاقة الأخوية علاقة لا تضايها علاقة أخرى، لا أحد في العالم يمكن أن يكون كأخيك، الأخ هو السند الحقيقي الذي يمكن أن يكون كعمودك الفقري، تتكأ عليه حينما تشعر بالعجز، وتتوارى بداخله حينما تشعر بالضعف، وتحتمي تحت جناحيه عندما تريد الأمان، وهو الذي سيشد أزرك، ويشاركك أمرك ويعينك في حياتك، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على لسان موسى عليه السلام:” قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا”

الموضوع

الصديق هو أجمل ما في الوجود، وهو عَوْن صديقه وملاذه الآمن في كل الأوقات، فصديقك هو مَن يكون مخلصًا لك في الشدة قبل الرخاء، وفي الحزن قبل الفرح، وفي الموت قبل الحياة، وفي المودة، والحب، والنصيحة، والإرشاد، وهو مَن يُعزيك في أحزانك، ويقف معك في أشجانك، ويذكر محاسنك وفضائلك، ويستر هفواتك ويحافظ على أسرارك، فالصديق هو قطعة من الروح لا يمكن الاستغناء عنه بأي حالٍ من الأحوال.

الصديق الصالح جنة دنيا وآخرة، ففي الحياة الدنيا هو بمثابة أخٍ عزيز وقريب منك، تلقي بهمومك وأتعابك عليه، فيحملها دون أدنى شعور بالتردد أو التعب أو التثاقل منها، وفي الآخرة صديقك قد يكون طريقك إلى الجنة، فعند اختيارك الصديق الصالح التقيّ النقيّ، فحتمًا سينقلك إلى الجنة، فالأخلّاء بعضهم لبعض عدو يوم القيامة إلا الأخلّاء المُتقين، فالخليل الوفي الناصح لك المتمسّك بتعاليم الله تعالى وسنة رسوله الكريم، ستتأثر به لا إراديًا ودون شعورٍ منك، فاختر جيدًا في دنياك لتنعم كثيرًا في آخرتك.

إن الصداقة من أسمى المعاني الإنسانيّة وأصدقها وأرقاها على الإطلاق، وأعظم صداقة عرفناها في التاريخ الإنساني هي الصداقة التي كانت تجمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع صاحبه أبو بكر الصديق وما قدّمه من تضحيات لأجله، ومن أجل الدعوة الإسلاميّة، فصارا أعظم مثال على الصداقة والإخلاص والتفاني، فمن واجب الصديق على صديقه أن يقدّم له النصح والإرشاد إذا رأى عيبًا في صديقه، ولكن دون أن يجرح مشاعره أو يؤذيه، ومن واجب الصديق على صديقه أيضًا أن يهدي صديقه لطريق الصواب والصلاح عندما يراه يضل الطريق، فالصديق يجب أن يبقى إلى جانب صديقه ويعينه على مصاعب وعثرات الحياة ولو بكلمة، فالشدّة تبيّن الصديق من العدو.

واجبات الأخ الصالح

ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ أخوة وأنه يجب على الجميع الصلح بينهم، وهذا يعني أننا جميعًا أخوة في الإيمان، إلا أنني هنا أتحدث عن علاقة أخوة أخرى، وهي أخوة الدم، أخي ابن أمي وأبي، الذي ولد معي في نفس البيت، وتربى على نفس مائدة الطعام، ونام معي في نفس الغرفة، شاركني حياتي، وأحلامي، وألعابي، وطعامي، حفظ أسراري، وعوقب معي على مصائبي وأفعالي، هذا الأخ لا يعوض، وكما قال الشاعر مسكين الدرامي: [٣] أَخاكَ أَخاكَ إِنَّ من لا أَخاً لَه كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاحِ لذا فإن حقوق وواجبات الأخ تجاه أخيه كثيرة، على رأسها الإحسان إليه والتلطف معه، فإذا كان الله سبحانه وتعالى أمرنا بالإحسان إلى الجميع، فما بالك بالإحسان إلى الأخ؟ لذا إن عطفك تجاه الأخ الصغير واجب عليك، ومن واجباتك أن توده وترعاه وتنظر في احتياجاته، وكذلك الأخ الكبير له الحق في أن يزوره أخوته الأصغر، ويسألون عنه وعن احتياجاته، ويجب أن يشعروا جميعًا تجاه بعضهم البعض بالتسامح، ويلتمس كلًا منهم العذر للآخر، هل هناك أكثر مما فعل أخوة يوسف به؟ ورغم ذلك سامحهم، فقال الله تعالى على لسان يوسف عليه السلام في القرآن الكريم : “قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”.

الخاتمة

من حق الأخوة على بعضهم البعض الإعانة سواء بالنفس أو المال، يجب على الأخ أن ينظر لأخيه ويعطي له من وقته وماله إذا كان يحتاج. وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن طارق بن عبد الله المحاربي قال:” قدمنا المدينةَ فإذا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قائمٌ علَى المنبرِ يخطبُ النَّاسَ وَهوَ يقولُ يدُ المعطي العليا وابدأ بمن تعولُ أمَّكَ وأباكَ وأختَك وأخاكَ ثمَّ أدناكَ أدناكَ” [٥]، وهناك بعض الأفعال البسيطة التي من واجبات الأخوة أن يفعلوها لكي تصبح قلوبهم أكثر لينًا تجاه بعضم البعض، كأن يخبر الأخ أخوه من وقت لآخر أنه يحبه، وأن يهديه هدية مهما كانت بسيطة، وأن ينصحه بالحسنى ولا يبخل عليه بأي معلومة، وكذلك أن يدعو له لاسيما بظهر الغيب. وأعتقد أنه رغم كل هذه الأشياء التي نقوم بها تجاه أخواننا فوالله لن نوفي لهم حقهم، لحظة واحدة قضيناها معهم، مسحة من يدهم على شعرنا، وتربيت من يدهم على كتفنا بالدنيا وما فيها.

اقرأ أيضا: