شرح مصطلح المنظمة الخاصة


شرح مصطلح المنظمة الخاصة

نقدم لكم شرح مصطلح المنظمة الخاصة, تعريف مختصر المنظمة الخاصة متى اكتشف امر المنظمة الخاصة المنظمة الخاصة ودورها في الإعداد لثورة نوفمبر 1954ماذا يقصد بالمنظمة السرية os المنظمة السرية oas المنظمة الخاصة بمنطقة تقرتازمة حركة انتصار الحريات الديمقراطية اللجنة الثورية للوحدة والعمل على كلام نيوز klamnews

نتيجة بحث الصور عن المنظمة الخاصة

شرح مصطلح المنظمة الخاصة

شرح مصطلح المنظمة الخاصة, تعريف مختصر المنظمة الخاصة متى اكتشف امر المنظمة الخاصة المنظمة الخاصة ودورها في الإعداد لثورة نوفمبر 1954ماذا يقصد بالمنظمة السرية os المنظمة السرية oas المنظمة الخاصة بمنطقة تقرتازمة حركة انتصار الحريات الديمقراطية اللجنة الثورية للوحدة والعمل

2 /الحركة الوطنية والتحرر العربي : ارتبط الفكر التحرري الجزائري بالانتماء القومي المغاربي خاصة بعد إعلان الثورة في المغرب وتونس كما تأثرت الحركة الوطنية بقضايا المشرق العربي كقضية الاحتلال الصهيوني لفلسطين كما شارك مصالي الحاج في بعض المؤتمرات وتعرف على بعض الشخصيات المناهضة للاستعمار، وقامت جمعية العلماء المسلمين بتأسيس لجنة مساندة فلسطين… 3 /أزمة حركة انتصار الحريات الديمقراطية:تعرضت الحركة )حزب الشعب( لعدة أزمات سياسية أبرزها الأزمة الأخيرة بعد غياب مصالي الحاج عن المؤتمر الذي عقدته الحركة في 02 أفريل 1953 بسبب وجوده تحت الإقامة الجبرية، ومن أبرز نتائج هذا المؤتمر المصادقة على على إعادة تشكيل المنظمة الخاصة، لكن مصالي الحاج رفض القرارات وانقسم الحزب على نفسه إلى ثلاث مجموعات:

– مجموعة المصاليين: أنصار مصالي الحاج المؤيدين لمبدأ القيادة الفردية للحزب. – مجموعة المركزيين: أنصار اللجنة المركزية المؤيدون لمبدأ القيادة الجماعية للحزب. – المجموعة المحايدة: وهم مجموعة من الشباب المتحمس للثورة، وأعضاء في المنظمة الخاصة، قرروا للعمل سرا على التحضير لاندلاع الثورة التحريرية.

شرح مصطلح المنظمة الخاصة

 دواعي تأسيس المنظمة الخاصة .

كان تأسيس المنظمة العسكرية السرية حدثا هاما في تحول الحركة العامة الوطنية الجزائرية من نضال الكلمة إلى الكفاح المسلح من الناحية النظرية و التطبيقية ، و إذا كان التنظيم العسكري قد تجسد هذه المنظمة بصورة تطبيقية ، و إذا كان التنظيم العسكري قد تجسد في هذه المنظمة بصورة تطبيقية على أرض الواقع منذ سنة 1947 حتى 1950 باحتضان من التيار السياسي الذي واصل نضاله من مطلع الربع الثاني من القرن العشرين ، فإن هذا الأسلوب لا يمكن فصله فصلا كليا عن المقاومات الشعبية المسلحة التي تلتقي معه في العديد من النقاط أو المعطيات على الأقل من حيث الهدف و الوسيلة .

و باستقرائي للأوضاع السائدة في الجزائر قبيل الثورة التحريرية يتضح أمام القارئ فكرة حتمية هي مباشرة الإعداد العمل المسلح خاصة بعد المجازر التي ارتكبتها الإمبريالية الفرنسية يوم الثامن من ماي 1945 ، و التي كان من أهم نتائجها التفكير بعمق في إعداد ثوري استراتيجي متطور يكون بمثابة الند للند مع الاستعمار عن طريق تحضير قوة منظمة و متخصصة في مختلف الأعمال الثورية ، بمعنى جهاز قادر على تحدي و مواجهة قوات الاحتلال1 .
إذن فالهدف الذي أنشأت من أجله هذه المنظمة هو الإعداد للثورة التي سيتم إعلانها من خلال التنظيم السياسي لحزب الشعب الجزائري .
ففكرة المقاومة المسلحة ظلت تشغل بال المناضلين و قيادي الحزب الشعب منذ أحداث ح.ع2 حيث شهدت الفترة الممتدة من 1939 إلى 1945 نشاطا حثيثا من أجل الحصول على بعض المساعدات العسكرية لاسيما الألمانية ، و تم وضع اللبنة الأولى عن طريق الكفاح المسلح بتأسيس ” لجنة العمل الثوري لشمال إفريقيا ” سنة 1939 التي بدأت اتصالاتها الخارجية بأول دول اوربية و هي ألمانيا و هي ألمانيا حيث أقام بها أعضاءها ما يقارب الشهر في الفترة الممتدة من 20 جوان إلى 15 جويلية 1939 و خلال هذه الفترة تمكنت من اخذ فكرة واضحة عن تقنيات التخريب ، كما تلقت وعدا بمعونة عسكرية عند بدء الكفاح المسلح بالجزائر.

نتيجة بحث الصور عن المنظمة الخاصة


و من الشخصيات البارزة في هذا المجال محمد بلوزداد الذي عمل منذ انضمامه للحزب على محاولة إقناع القيادة بضرورة إنشاء ” هيئة طليعة شبه عسكرية ” داخل الحزب و أنشأ ما سمي بالمجموعات التخريبية سنة 1944 التي هي في الحقيقة امتداد لـ ” جماعات الصدام ” التي شكلها حسين عسلة ـ و في العام نفسه أسست قيادة ح،ش،ج منظمة في العاصمة مشكلة من 20 عضوا و مكونة لمجموعتين إحداهما في القصبة و الأخرى في “بلكور” و المناطق المحيطة بها مثل حيدرة ، و حسين داي ، و القبة و العناصر ، و هي المجموعة كانت تسمى لجنة شباب بلكور (c.j.b) ، و أوكلت مسؤولية هاتين المجموعتين لكل من أحمد بلوزداد و محمد طالب على التوالي ، و وضع على رأسها محمد بلوزداد .
أما المهمة التي أنشأت لأجلها هذه المنظمة قد تمثلت في الدفاع عن المسؤولين في الحزب ، و بالتالي فمهمتها قد خرجت عن الإطار السياسي للحزب و هذا ما جعلها تنفصل عنه منذ اليوم الأول و تعمل بشكل سري ، و كذلك تفادي أي فرصة قد يستغلها العدو لضرب الحزب و من العمال التي قامت بها هذه المنظمة عملية جمع الأسلحة و كانت البداية من ذخيرة القوات الأمريكية التي حلت بشمال إفريقيا سنة 1942 ، و بالنسبة لتنظيم المقاومة المسلحة و تحقيق مبدأ الشمولية عبر أنحاء الوطن فيبدوا أن ذلك مازال يحتاج للمزيد من الوقت و العمل و إلا فلماذا لم يتم إعلان قيام الثورة سنة 1945 خاصة بعدما ارتكبه المستدمر من مجازر ؟1
و الجدير بالذكر أن السياسة الفرنسية المطبقة في الجزائر بعد 8 ماي 1945 قد أثرت في نشاط الحركة الوطنية و خاصة في الطرف الأكثر ثورية ، ففي شهر جويلية 1945 جرت الانتخابات البلدية كما نص على ذلك أمر 7 مارس 1944 الذي منح للهيئة الانتخابية الأولى التي تختص بالسكان الأوربيين البالغ عددهم 922000 نسمة 13 مقعدا في الجمعية الوطنية الفرنسية ، أما الهيئة الإنتخابية الثانية فخصص لها 12 مقعدا و تمثل الشعب الجزائري البالغ تعداده حوالي 9 ملايين شخص ، و مع ذلك فإن ما يجعل نظام الهيئة الإنتخابية الثنائية فكرة قانونية أعدت للمراوغة ليس ما يتم به من تفرقة صارخة و إنما بالأحرى الممارسات الرسمية في تنظيم الانتخابات و الإعداد لها ، و مع ذلك المرسوم الذي أصره شارل ديغول في 15 سبتمبر 1944 حيث حولت بموجبه الملفات المالية من الهيئة البلدية إلى المجلس المالي و بالتالي تم إفراغ الهيئة من محتواها ، و لهذا فالانتخابات لم تكن سوى مجرد أسلوب سياسي مستعمل لذر الرماد في العيون لاسيما و أن القادة الجزائريين و على رأسهم مصالي الحاج ، و البشير الإبراهيمي ، و فرحات ، لم يزالوا في السجن باستثناء دكتور محمد الصالح بن جلول .
و مع أن ديغول قدم برنامجا سياسيا يقوم على أساس الاندماج الكلي للشعب الجزائري في المجتمع الفرنسي دون التخلي عن الأحوال الشخصية فإن الجمعية التأسيسية الفرنسية رفضته في الحال و بصورة قطعية2 .
و الحق أن هذه الأوضاع ما هي إلا حلقة جديدة تضاف إلى سلسلة الخيبات التي تلقتها جماعة النخبة التي كانت تمثل الاتجاه الأكثر اعتدالا في الحركة الوطنية ، و مع ذلك كان لابد من وسيلة اخرى لتهدئة الشعب الجزائري ، و قد تجسد ذلك في قانون العفو العام في 16 مارس 1946 و لهذا تم إعادة بناء الحركة الوطنية مرة ثانية ، فبالنسبة لحزب الشعب فقد أصر على مواصلة النضال تحت إسم جديد و هو ” حركة الانتصار الحريات الديمقراطية ” الذي تأسس في شهر فيفري 1946 و غير فرحات عباس تسمية حزبه أيضا من ” أحباب البيان و الحرية ” إلى ” الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري ” “U.D.M.A ” و كان ذلك في شهر ماي 1946 ، أما الحزب الشيوعي فقد اتخذ الآخر اسم جديد هو “أصحاب الحرية و الديمقراطية ” .
و إذا كان حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري قد قرر المشاركة في الانتخابات العامة الفرنسية التي سيتم إجراؤها في جوان 1946 ،فإن ح.إح،د و الأغلبية العظمى من الشعب الجزائري قاطعت هذه الانتخابات خاصة و أن مصالي الحاج ظل معتقلا رغم صدور العفو العام في 16 مارس 1946 لما كان يشكله من خطر على السياسة الاستعمارية ، فقد كانت رؤيته للمستقبل تتمثل في إعداد الجماهير الشعبية إعدادا سياسيا صحيحا يقوم على أساس تكوين مناضلين واعين بمعنى عدم الخلط بين الطريق الثوري و الشكل النضالي ، و لهذا فالعمل السياسي الشرعي لابد أن يستمر حتى يكون هناك تواصل مع الشعب و التعريف بهذا التنظيم السياسي و كذلك نشاطاته وأهم أعماله التنظيمية و بعض أهدافه المعلنة و في الوقت نفسه لم يكن لديه و هم حول السياسة الفرنسية ، و أيد باستمرار فكرة كون الاستقلال ينتزع و لا يعطى ، و كان يدافع عن الإبقاء على اللجان غير لشرعية ـالسريةـ لكي تدعم العمل الشرعي و خاصة في أوقات الخطر .
و كما رأينا أن هناك نشاطا سريا لح.إ.ح.د قد استمر منذ حل حزب الشعب سنة 1939 و استمر حتى بعد إعادة تشكيل الحزب تحت اسم جديد و لكن ظلت تعوزه الموارد المالية الضرورية فضلا عن وجود إرادة مغايرة لدى قيادة الحزب الجديدة ” ح.إ.ح.د ” ظلت تعارض هذا الاتجاه لاعتبارات إيديولوجية أو إستراتيجية مثلما هو الحال بالنسبة للمجموعات التجريبية التي أقامها محمد بلوزداد و كما يدل عليها اسمها فقد ظلت مجرد فكرة تجريبية .
و لكن جاء المؤتمر السري لح.إ.ح.د في 15 فيفري 1947 و قرر هذا المؤتمر الإبقاء على المنظمة السرية “ح.ش.ج” و إنشاء تنظيم شبه عسكري “المنظمة الخاصة” و تم الاجتماع في اليوم الأول في منزل ريفي في بوزريعة ـ لأحد المناضلين هو مهدي عماري ـ و في اليوم الثاني في بلكور في محل للمشروبات الغازية ـ صاحبه مولود ملايان ـ و أثناء الإجتماع برز اختلاف في الآراء حول أمرين :
أولهما : الأمر الثوري الذي أصبح ضرورة ملحة حسب ما تقدم به المناضل شوقي مصطفاوي .
ثانيهما : قضية المشاركة في الانتخابات و قد دافع حسين لحول عنها .
ثم احتدم النقاش حول وسائل المقاومة و يمكن إجمالها فيما يلي :
ـ وجوب أو عدم وجوب العودة إلى السرية بعد التجربة الانتخابية “لح.إ.ح.د”
ـ مشكل المقاومة المسلحة، و لقد كان الرد من المناضل حسي لحول الذي أوصى باسم القيادة ـ بعد أن بين مباد المنظمة العسكرية المسماة المنظمة الأم حزب الشعب الجزائري و الغطاء الشرعي ح.إ،ح.د ـ بالإعداد المقاومة المسلحة و ذلك من خلال خلق المنظمة العسكرية المسماة المنظمة الأم العسكرية المسماة المنظمة الخاصة “L’OS ” و المسماة أحيانا المنظمة السرية نواة الجيش التحرير الوطني “ALN” فيما بعد ، و أنه يجب ألا يتكرر ارتكاب خطأ سنة 1945 حيث لم يكن للحزب جهاز عسكري في الوقت الذي كان يريد فيه المرور إلى الحركة المسلحة على كل التراب الوطني ، و لهذا لا يمكن أن نعتبر قيام المنظمة الخاصة كآخر مرحلة في النضال السياسي .
و قد خلص المؤتمرون إلى أربعة قرارات حاسمة هي :
أولا : مواصلة الكفاح السياسي بجميع أشكاله .
ثانيا : توحيد مختلف الحركات السياسية و الدينية في جبهة واحدة .
ثالثا : تهيئة الجماهير العريضة ضد سياسة القوة والطغيان ، ذلك الجماهير التي يتوقف عليها نجاح النضال الوطني المسلح الوشيك .
رابعا : إنشاء التنظيم الخاص أو السري كما يسميه البعض ، و أسندت القيادة لـ “محمد بلوزداد” حيث باشر عمله في تأسيس المنظمة حسب مبدأين :
1 ـ الفصل التام بين المنظمة الخاصة و التنظيمات الأخرى التابعة للحزب ، محافظة على السرية .
2 ـ اختيار أحسن المناضلين في الحزب1 لتجنيدهم في م،خ ، ولا يكون ذلك إلا بعد المرور بامتحانات صعبة و شديدة ، فكان عليهم أن يقسموا على المصحف الشريف ، ويتعهدون على خدمة المنظمة و القضية التي يقدمون حياتهم من اجلها.
وقد بادر محمد بلوزداد بتنصيب أعضاء هيئة الأركان من الرجال الذين يثق فيهم و بدأ الاتصال أولا بـ احمد بن بلة ، و حسين آيت احمد و تشكلت هيئة الأركان من السادة :
* حسين ايت احمد : رئيس هيئة الأركان (أي المسؤول السياسي )
* بلحاج الجيلالي عبد القادر : المدرب العسكري العام (أي المسؤول العسكري).
* أما محمد بلوزداد : فكان دوره القيام بعملية التنسيق بين مختلف الهيئات إلى جانب ضبط الاتصال مع المكتب السياسي لحزب الشعب الجزائري ، والذي يتم من خلال شخص واحد وهو حسين لحول .
فهؤلاء الثلاث هم الذين يكونون قيادة الأركان ،، أما بقية الأعضاء المسؤولون على مستوى العمالات (الولايات الثلاث ) هم :
• محمد بوضياف مسؤول قسنطينة .
• جلالي رقيمي : مسؤول العاصمة و ضواحيها ( متيجة و التيطري أو كما يطلق عليها إسم الجزائر الأولى ) .
• محمد مروك : مسؤول الشلف و الظهرة ( الجزائر الثانية ) .
• عمار ولد حمود مسؤول منطقة القبائل .
• أحمد بن بلة : مسؤول وهران .
• محمد يوسفي : مسؤول شبكات الاستعلامات و الاتصالات .
و هناك رجال آخرون انضموا إلى هذه المجموعة منهم :
*مصطفى بن بولعيد من الأوراس .
* العربي بن مهيدي من عين مليلة ( التابعة للمنطقة الأولى أثناء الثورة ) .
* رابح بيطاط من الشمال القسنطيني .
* و عي محساس من العاصمة .
هذه التشكيلة لم تتغير حتى بعد مجيء حسين آيت احمد التي تسلم المهام خلفا لمحمد بلوزداد في نوفمبر 1947 ، و ستكون مهاما متعددة من تدريب إلى جمع للأسلحة ، و تنظيم إداري زو حتى الاهتمام بالاستعلامات عن الطرف الآخر ، و الاطلاع على تنظيماته و تحركات أهم أجهزته العسكرية و البوليسية و الإدارية .
و تم المبدأ في تأسيس عدة فروع لها عبر كامل التراب الوطني و من ذلك : الأمر الذي أصدرته المنظمة بإنشاء فروعها في الأوراس سنة 1947 بقيادة مصطفى بن بولعيد الذي بدأ بدوره في تأسيس الخلايا في المساجد اقتداء بالرسول ( صلى الله عليه و سلم ) حيث اقسم المجندون على المصحف الشريف و على ضوء الشموع ألا يخونوا و لا يتراجعوا و لا يكشفوا سرا حتى الموت ، و صفوة القول أن التحول من مرحلة النضال السياسي الممارس من قبل الحركات السياسية إلى فكرة الكفاح المسلح كان نتيجة لفشل العمل السياسي الذي طال أمده دون أن يحقق نتائج ملموسة ، و بالتالي بدأ الانضمام إلى النشاط أو الحركة المسلحة من أجل تكوين مجموعات عسكرية مختلفة مختصة في المناورات العسكرية ، و استعمال قارورات مولوطوف molotov و قنابل و أسلحة مختلفة بل و تكوين علاقات مع جزائريين مجندين في الجيش الفرنسي و حثهم على الانضمام إلى المنظمة السرية L’OS . .

نتيجة بحث الصور عن المنظمة الخاصة

المطلب الثاني : نظامها .

قررت ح.إ.ح.د سنة 1947 خوض المعركة ضد العدو على جبهتين ، جبهة النضال السياسي و جبهة العمل العسكري السري .
أما فيما يتصل بنشاط العمل السياسي فكان ذلك عن طريق خوض الانتخابات البلدية أو انتخابات الجمعية الوطنية للاستفادة من المؤسسات الجديدة التي ينوي الاستعمار إقامتها في الجزائر و هو عمل سياسي لم يكن في الواقع سوى غطاء ظاهري لنشاطه الأساسي و هو الإعداد للثورة و تأطير الكفاح المسلح عن طريق منظمة خاصة و عندما جرت الانتخابات البلدية في خريف 1947 أحرز ح.إ.ح.د انتصارات ساحقة مما أثار غضب و تخوف المعمرين ، فسخطوا على الحاكم العام ” إيف شاتينيو ” و اتهموه بالتواطؤ مع العرب و الضعف و الجبن أمامهم و خشوا أن تتكرر انتصار الجزائريين في انتخابات الجمعية الجزائرية و التي كانت على الأبواب آنذاك فضغطوا على السلطة السياسية لتأجيل تلك الانتخابات إلى وقت آخر يراجعون فيه حساباتهم مع منافسيهم و اسقطوا الحاكم العام ” إيف شاتينيو ” و جاؤوا بحاكم يساير مطامحهم و يسهر على مصالحهم و هو السيد ” نايجلين ” الذي اعتمد سياسة يمكن إجمالها على النحو الآتي :
أولا : سد أبواب الجمعية الجزائرية في وجه الوطنيين .
ثانيا : تأجيل تطبيق بعض المواد التي نص عليها قانون 20 سبتمبر 1947 إلى اجل غير مسمى .
ثالثا : إتباع سياسة الشدة و القمع ضد مناضلي الحركة الوطنية ، و إبعادهم عن كل المؤسسات بشتى الوسائل1 .
و في ظل هذه التجربة المريرة التي خاضتها الحركة الوطنية الجزائرية في ظل الشرعية الاستعمارية المزعومة كان الجناح العسكري يزداد قوة و نشاطا في وضع دعائم العمل المسلح ، فيا ترى ما هي هذه الأسس التي كانت المنظمة الخاصة ترسي قواعدها في العمل العسكري ؟ و ما هو النظام الذي طبقته في مسيرتها في ظل وجود أجهزة استعمارية قوية ؟ و كيف واجهت المشاكل التي اعترضتها ؟ 
لعل ما يجب الحديث عنه في هذا السياق العنصر البشري من حيث أنها صفات التي الفت بين قلوبهم و جمعتهم من مختلف أنحاء الوطن ، فبخصوص اختيار الأشخاص لهذا التنظيم السري فقد كان يتم على أساس مؤهلات بدنية و معنوية دقيقة :
أولا : القناعة بالكفاح المسلح و مدى كتمان السر ، و الشجاعة و الصبر استعداد لما هو آت .
ثانيا : الفطنة و قوة الذاكرة فضلا عن القدرة الجسدية كشرط أساس لاحتمال التعب و الجوع و النوم لساعات ليلة .
ثالثا : مراعاة الأقدمية في الحزب ، و عدم معرفة رجالها من قبل الشرطة الفرنسية ، و كان القبول النهائي للمجند يتم بعد إخضاعه لامتحانات صعبة حيث كان من يستعد للانخراط و تتوفر فيه الشروط المطلوبة يفرض عليه في النهاية أن يقسم بالله و على المصحف الشريف على أن يحفظ السر و أن لا يخون النظام و على أن يواصل العمل ضمن صفوف المنظمة و لا ينسحب منها متى شاء و كيفما أراد ، أي أن مدة التجنيد لم تكن محددة .
و قد وضع الرئيس الأول للمنظمة الخاصة محمد بلوزداد أسسها بالتشاور مع الرجال الذين كان يثق بهم ،و كانت البداية الاتصال بحسين آيت أحمد من منطقة القبائل و أحمد بن بلة من وهران ” مغنية ” ، متبعا الطريقة الهرمية التقليدية ، فالقائد يعرف ثلاثة رجال و هم بدورهم كل واحد منهم يدرب ثلاثة رجال في قسم ، و هكذا تتكون ثلاثة أقسام ، و كل قسم لا يعرف القسم الثاني و لا القسم الثالث و لا حتى القائد الأعلى و لا بقية القيادات التي تتصل به بصورة مباشرة و لقد كانت هذه التقنية في الفصل بين الأفواج متينة و لهذا ظلت مستعملة طيلة الثورة التحريرية في المدن و المناطق الحضرية بصفة عامة أي ” الفداء ” 
بالإضافة إلى هذه الدرجة العالية من السرية التي تميزت بها لمنظمة الخاصة فإن البنية النظامية لحزب حركة الانتصار الحريات الديمقراطية كانت تتميز هي الأخرى بقواعد و أسس لا يمكن الحياد عنها في اختيار الرجال الأكفاء لتحمل المسؤولية ، و هذه هي المراتب التي يمر بها المنخرطون في المنظمة : متصل به ، و مناسب ، و معني به يتلقى تكوينا خاصا ، و صديق ، و محب متصدق ،و محب منظم ، و منخرط ، و مناضل .
أما الخلايا فكانت على شكل هرمي أيضا ـ سواء من حيث الدرجة أو نظام هيكلة الأعضاء بالصورة الآتية من الأسفل إلى الأعلى :
1 / خلايا اختيار المحبين : التي تضم المنظمين .
2 / خلايا الدعاية : التي تضم المنخرطين .
3 / خلايا العمل : التي تضم المناضلين .
و من الأهمية أن نشير إلى أن المناضل يمكن أن يختصر بعض المراحل بسبب بعض الظروف أو لاعتبارات يتميز بها المناضل ذاته ، و لكن هذا المسلك النظري في تسلم الدرجات يكشف عن إدارة ثورية تحتكم للتنظيم .
و قد كان المناضلون العمليون أي المجندون في المنظمة الخاصة موزعين على مجموع التراب الوطني ، و تركيبتهم الهيكلية تبدأ من : 
نصف الفوج : و يتكون من مناضلين (2) أو ثلاث (3) يرأسهم مسؤول .
الفوج : و يتكون من أربعة (4) مناضلين يرأسهم مسؤول أي خمسة (5) أفراد .
الفرقة : و تتكون من ثلاثة (3) أفواج و مسؤول ، و تساوي (16) فردا .
الفصيلة : و تتكون من (3) فرق و مسؤول ، و تساوي (49) فردا .
و تعد هيئة الأركان قمة الهرم الهيكلي1 .
و للمنظمة مصلحة عامة و مقسمة إلى عدة شبكات مثل :
شبكة الاشتراك أو التواطؤ “complicité” ، شبكة الصناع “les artificiers”
شبكة الاتصالات “reseau de communication” قسم الفداء و مهمته قيام بالعمليات الفدائية .

المطلب الثالث : فروعها .

و إذا كانت المنظمة الخاصة قد اهتمت بتنظيم المجندين و إرساء أسس لنظام عسكري متين ، فقد اقتضى المر أيضا تنظيما إقليميا لكل التراب الوطني ، فمنذ البداية تم تنصيب أعضاء هيئة الركان المسؤولين على المناطق وفقا للتقسيم التالي :
محمد بوضياف : على منطقة قسنطينة و تضم ناحيتين شمال قسنطينة و الجنوب الشرقي أي الأوراس و بسكرة .
ـ عمار ولد حمود : منطقة القبائل .
ـ أحمد بن بلة : منطقة وهران .
ـ جيلالي رقيمي : العاصمة و ضواحيها أي متيجة و التيطري الجزائر الأولى .
ـ محمد ماروك : مسؤول الشلف و ضواحيها ” الجزائر الثانية .
و من هنا نلاحظ (05) عمالات موزعة على التراب الوطني باستثناء الصحراء ، و فيما بعد تم إدماج الجزائر و تولى قيادتها جيلالي رقيمي ، كما شكلت الصحراء منطقة أخرى بقيادة أحمد محساس و تجدر الإشارة أن هذا التقسيم يتضمن تقسيما جغرافيا آخر على مستوى الدوائر ثم ينزل إلى مستوى النواحي ….و هكذا .
و في ظرف حوالي سنة تمكنت المنظمة الخاصة من وضع الترتيبات الهيكلية و النظامية عبر التراب الجزائري و وصل عدد أفرادها إلى حوالي 1500 مجند يعملون في نظام محكم و في سرية كاملة و تدريب مستمر ، و هناك من يذكر أن عدد المجندين قد وصل إلى 2000 أو تجاوز هذا العدد إلى 3000 مجند و سواء كان العدد 3000 أو 1500 مناضل و هو الأرجح فإنه يبدو قليلا إذا قارناه بالقوات الاستعمارية ، و يمكن أن نفسر ذلك من عدة أوجه :
أولا : أن هذه المنظمة شبه عسكرية تمثل الإطار الذي سينخرط فيه عدد هام من عناصر المقاومة .
ثانيا : أن هذه المنظمة هي الأداة العسكرية للحزب و هو الذي يقرر وقت إعلان الثورة ، و قائد هيئة الأركان لم يكن يستطيع أخذ أي قرار في هذا المجال دون أخذ رأي الحزب .
ثالثا : أن المنظمة الخاصة جزء من البنية التركيبية لـ ح.إ.ح.د فهذا الحزب يعد بمثابة المقدمة الدفاعية لمجموعة من القوى التي كان عليها أن تكون مجندة لتأدية دورها في تعبئة الطبقات الشعبية .

المبحث الثاني : إنجازات المنظمة

بعد إرساء دعائم المنظمة الخاصة كان على مناضليها تحقيق جملة من الأهداف الآتية و المؤجلة التي قامت من أجلها و كان لابد لها أن تنتقل من المرحلة التنظيمية إلى المرحلة العملية بخطرات ثابتة و حثيثة ، فكيف كانت طبيعة التكوين التي تلقاه المجندون ؟ و هل تم تخصيص مناطق محددة لتلقي التدريب ؟ و ما هي مصادر الأسلحة التي كانت تستعمل ؟ و إلى أي مدى استطاعت المنظمة الخاصة إنجاز ما كانت تطمح تحقيقه ؟
المطلب الأول : التكوين الديني و التدريب العسكري .
أولا : التكوين الديني :
فطبيعة التكوين كان مندرجا في التكوين العقائدي (الديني) للمجندين الذي ارتكز على الإسلام و التاريخ ، و بالتالي فإن ما هو محرم دينيا (الخمر و القمار و السرقة و غير ذلك ) كان ممنوعا في المنظمة ، و كان التكوين عبارة عن دروس و محاضرات التسيلط الضوء على سيرة الرسول (صلى الله عليه و سلم ) و مراحل نشر الدعوى المحمدية و أخذ العبرة و الدروس من التاريخ و تركزت على المراحل التاريخية للجزائر منذ ما قبل الاحتلال و خاصة تاريخ المقاومة الوطنية1.
ثانيا : التدريب العسكري :
ـ أما فيما يخص التدريب العسكري فإن المناضلين كانوا يتلقون دروسا نظرية و تطبيقية من قبل المعلمين و مدربين ، و من ذلك مثلا تنظيم هيئة الأركان لدورتي تدريب الأولى في نهاية جانفي عام 1948 التي تمحورت محاضراتها حول الحركات الثورية في ايرلندا و الاتحاد السوفياتي ، أما الدورة الثانية فقد انتظمت في شهر أوت 1948 في جبال الظهرة ، و الذين أشرفوا على التدريب معظمهم قد عمل بالجيش الفرنسي سواء في الحرب العالمية الثانية أو قبلها أو شاركوا في حرب الفيتنام ، و لذل فإن الخبرة لم تكن تعوزهم لأنهم قد اكتسبوا فنون الحرب بما في ذلك أسلوب حرب العصابات في الميدان ، و إنما الشيء الذي كان ينقصم هو الوسائل .و شمل التدريب العسكري على أرين أساسيين هما :
الأول هو التدريب على حمل السلاح من حيث فكه و تركيبه و طريقة استعماله ، و تركيب المتفجرات ، استعمال الراديو من حيث الإرسال و الاستقبال و هذه التدريبات تمت تحت غطاء السرية في أماكن معينة تختارها المنظمة بدقة .
الأمر الثاني هو قيام بعمليات تدريبية في الجبال و الغابات و الوديان ، و الشعاب بهدف معرفة المناطق التي ستكون ميدانا للمعارك .
هكذا أن تكوين الرجال و لكن ذلك لم يكن كافيا لمواجهة قوة عسكرية تتوفر على الأسلحة الحديثة لقواتها البرية و الجوية و البحرية ن و بالتالي اعتر جلب السلاح من اكبر المهام و أخطرها ، و قد عملت المنظمة الخاصة على جمع الأسلحة التي خزنت من قبل في مطامر لاسيما في بعض المناطق في الأوراس خاصة منها الذخيرة الأمريكية بعد نزول قوات الحلفاء في شمال إفريقيا سنة 1942 ، و كذا بحث عن الأسلحة سواء داخل الوطن أو خارجه عبر الحدود الليبية و التونسية و المغربية قصد جمعها أو شرائها مهما ارتفع ثمنها و يترك في الجهة الشرقية للبلاد إذا كان مصدره من الحدود الشرقية و الشيء نفسه إذا كان من الحدود الغربية . 

المطلب الثاني : مشاكل التموين للمنظمة الخاصة .

و في فترة بين عامي 1948 – 1949 واجهت المنظمة مشكلة التمويل بحدة و ذلك لعدة أسباب أهمها :
1 ـ المبالغ الباهظة التي أنفقها حزب حزب ح.إح.د في الدفاع عن مناضليه المسجونين وعلى الحملات الانتخابية الكثيرة النفقات .
2 ـ كون مصادر هذه الأموال كانت عبارة عن هبات و تبرعات تقدم من المناضلين و المؤيدين الذين تعرضوا للقمع و الاضطهاد بقيادة الحاكم العام ” نايجلين ” و بالتالي ازداد تقلص المداخيل المالية .
3 ـ اتساع المنظمة المضطرد و تزايد الحاجة إلى تمويل فروعها عبر أرجاء الوطن .
فكيف السبيل إلى تمويلها و كل رجالها كانوا مستعدون لتنظيم بعض العمليات الثورية لتحقيق بعض الأغراض في انتظار تحقيق الهدف الأول و هو تفجير الثورة التحريرية ؟

المطلب الثالث : الهجوم على بريد وهران .

و لهذه الأسباب يقول أحمد بن بلة في مذكراته ” إننا لا نعدم نقودا في الجزائر ، و إنما يجب أن نأخذها حيثما توجد في البريد أو في البنوك … لنكن منطقيين مع أنفسنا على استعداد للتضحية بحياتنا في هجوم عنيف ضد المحتل فلا ينبغي أن نتخثر أمام خزائنه الملية ” ، هكذا إذن يفتح بعض الأعضاء المنظمة الخاصة مثل أحمد بن بلة و حسين آيت أحمد و محمد خيضر الطريق لتجاوز الأزمة المالية و بالتالي شراء الأسلحة و تخليص الحزب من ديونه التي بدأت ترتفع ، و اعتبار تلك الموال التي يستفيد منها المعمرون و يتداولونها في البنوك و المصاريف ملكا مشاعا للجزائريين . 
و لهذه الأسباب مجتمعة و بعد تفويض من الحزب إثر اجتماع اللجنة المركزية في شهر ديسمبر 1948 ، تم مهاجمة مركز بريد وهران ليلة 05 أفريل 1949 و رغم خطورة العملية فإنها لم تعد إلا بمبلغ قدره 3070000 دج فرنك عكس ما كان متوقعا و المهم أن العملية لم تكون الوحيدة من نوعها بل هناك عمليات أخرى بها المنظمة الخاصة ، مثل تحمل مسؤولية لافارين من الإدارة الاستعمارية كمقاومي القبائل الذين ظلوا في الأدغال بين 45 ـ 1948 في ظروف مزرية بعيدا عن قراهم يتحملون قساوة العيش و قد بلغ عددهم حوالي 50 مناضلا ، و كانت القرى التي ينتمون إليها تتعرض بين الحين و الآخر للمضايقات و التفتيش الدقيق و قد تولى هذه المسؤولية فرع الأوراس بقيادة بن بولعيد و وهران بقيادة بن بلة