من القائل أنا آتيك به قبل أن تقوم من مَقَامِكَ ( من سورة النمل ) تفسير الشيخ الشعراوي والبغوي

من القائل أنا آتيك به قبل أن تقوم من مَقَامِكَ ( من سورة النمل ) تفسير الشيخ الشعراوي والبغوي


من القائل أنا آتيك به قبل أن تقوم من مَقَامِكَ ( من سورة النمل ) تفسير الشيخ الشعراوي والبغوي

من القائل أنا آتيك به قبل أن تقوم من مَقَامِكَ

الشيخ الشعراوي

فى البداية نجد أن الله تعالى قال فى كتابه الكريم بسورة النمل “قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِى بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِى مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّى عَلَيْهِ لَقَوِى أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِى عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّى لِيَبْلُوَنِى أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّى غَنِى كَرِيمٌ (40)”.

وذهبنا بالبحث عن تفسير الشيخ الجليل محمد متولى الشعراوى ونجد فى تفسيره: إن سيدنا سليمان طلب العرش بمعنى أن يذهب أحد من قومه ليحمل العرش ويأتى به إلى سليمان ويعيد إنشاء العرش من جديد وكل ذلك قبل أن تأتى “بلقيس” إلى سليمان، ولهذا لم يرد إنسان عادى بل تكلم عفريت من الجن، وقال أنا أتيك به قبل أن تقوم من مقامك، وهذا يرتبط بمدة إقامة سيدنا سليمان، لكن قال الذى عنده علم من الكتاب “أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ”، وهذا يعنى أن العفريت من الجن سيأخذ وقتا أطول، وقال العلماء من الذى عنده علم من الكتاب وهو اللوح المحفوظ يعلم الله فيه بعض خلقه أسرار الكون، وهناك من يقول إنه ولد صالح، وقال آخرون إن الذى قال هذا سليمان نفسه، واستند فى ذلك أنه إذا كان واحد لديه علم من الكتاب فيصبح أعلم من سليمان، ولا يصح أن يكون فى مجلس سليمان من هو أعلم منه، لكن نحن نميل إلى أنه سيدنا سليمان.

تفسير البغوي

 ( قال الذي عنده علم من الكتاب ) واختلفوا فيه فقال بعضهم هو جبريل . وقيل : هو ملك من الملائكة أيد الله به نبيه سليمان عليه السلام . وقال أكثر المفسرين : هو آصف بن برخياء ، وكان صديقا يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى . وروى جويبر ، ومقاتل ، عن الضحاك عن ابن عباس قال : إن آصف قال لسليمان حين صلى : مد عينيك حتى ينتهي طرفك ، فمد سليمان عينيه ، فنظر نحو اليمين ، ودعا آصف فبعث الله الملائكة فحملوا السرير من تحت الأرض يخدون به خدا حتى انخرقت الأرض بالسرير بين يدي سليمان . [ ص: 165 ]

وقال الكلبي : خر آصف ساجدا ودعا باسم الله الأعظم فغاب عرشها تحت الأرض حتى نبع عند كرسي سليمان . وقيل : كانت المسافة مقدار شهرين . واختلفوا في الدعاء الذي دعا به آصف ، فقال مجاهد ، ومقاتل : يا ذا الجلال والإكرام . وقال الكلبي : يا حي يا قيوم . وروي ذلك عن عائشة . وروي عن الزهري قال : دعاء الذي عنده علم من الكتاب : يا إلهنا وإله كل شيء إلها واحدا لا إله إلا أنت ائتني بعرشها . وقال محمد بن المنكدر : إنما هو سليمان ، قال له عالم من بني إسرائيل آتاه الله علما وفهما : ( أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) قال سليمان : هات ، قال : أنت النبي ابن النبي ، وليس أحد أوجه عند الله منك ، فإن دعوت الله وطلبت إليه كان عندك ، فقال : صدقت ، ففعل ذلك ، فجيء بالعرش في الوقت .