’’هنا’’ خطبة جمعه عن معركة اليرموك || 2021


’’هنا’’ خطبة جمعه عن معركة اليرموك || 2021

فى كلام نيوز خطبة جمعه عن معركة اليرموك

معركة اليرموك الحمد لله الذي أرسل رسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده وكان الله قويًّا عزيزًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا

.أما بعد، أيها المسلمون:ففي عام ثلاثة عشر من الهجرة، وبعد أن فرغ الصدِّيق رضي الله عنه من قتال المرتدين في جزيرة العرب، عزم على غزو بلاد الشام، فشرع في جمع الأمراء من أماكن متفرقة من جزيرة العرب، وكتب إلى عمرو بن العاص يستنفره إلى الشام فقال: قد أحببت أبا عبد الله أن أفرِّغك لما هو خير لك في حياتك ومعادك منه.فكتب إليه عمرو بن العاص: إني سهم من سهام الإسلام،

وأنت عبد الله الرامي بها، والجامع لها، فانظر أشدها وأخشاها فارم بي فيها.ثم شرع الصدِّيق رضي الله عنه في جمع الجنود، ولما اجتمع له من الجيوش ما أراد قام في الناس خطيبًا فأثنى على الله بما هو أهله، ثم حثَّ الناس على الجهاد فقال: ألا إنَّ لكل أمر جوامع، فمن بلغها فهي حسبه، ومن عمل لله كفاه الله،

عليكم بالجد والقصد فإن القصد أبلغ، ألا إنه لا دين لأحد لا إيمان له، ولا إيمان لمن لا خشية له، ولا عمل لمن لا نية له، ألا وإنَّ في كتاب الله من الثواب على الجهاد في سبيل الله ما ينبغي للمسلم أن يحب أن يخص به،

هي النجاة التي دل الله عليها، إذ نجى بها من الخزي، وألحق بها الكرامة في الدنيا والآخرة.ولما توجهت هذه الجيوش نحو الشام أفزع ذلك الروم وخافوا خوفًا شديدًا، وكتبوا إلى هرقل يعلمونه بما كان من الأمر.

وكان عدد المسلمين لا يزيد عن “أربعين ألفاً “وبين يدي المعركة واللقاء، وقف خالد –رضي الله عنه- في المقاتلين خطيباً فقال بعد أن حمد ربه وأثنى عليه: “إن هذا يوم من أيام الله، لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي..أخلصوا جهادكم وأريدوا اللهَ بعملكم.. ودارت رحى معركة اليرموك ستة أيام كوامل

، وفي اليوم السادس قام المسلمون بهجوم حاسم كاسح، فبدأت جيوش الروم تترنَّح أمام ضربات المسلمين، وكان “باهان” قائد الروم يراقب جيشه لحظة بلحظة، فلما لاحظ تراجع مقدمة رجاله التمس له ولفرسانه طريقاً للنجاة، فلاحظ خالد –رضي الله عنه-ذلك، ففتح له ثغرة نفذ منها، وانسحب بأربعين ألف فارس، وحمل المسلمون على ما تبقى من الجيش البيزنطي، فاضطرهم إلى حافة وادي اليرموك، حتى امتلأ الوادي بقتلى جنود الروم، وقد قيل أن من هلك منهم في الواقوصة – وهي منطقة تشرف على وادي نهر اليرموك

_ ما يقرب من مائة وعشرين ألفا سوى من قتل في المعركة وانقشعت المعركة عن نصر حاسم للمسلمين، وقد استشهد منهم ثلاثة آلاف، منهم عكرمة بن أبي جهل، وهشام ابن العاص،

وأبان بن سعيد، وغيرهم-رحمهم الله ورضي عنهم جميعاً-، وهؤلاء الذين صدقت في بعضهم دعوة النبي – صلى الله عليه وسلم-: «عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يوحد الله ».ولقد كانت معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية،

وأبعدها أثرًا في حركة الفتح الإسلامي، فقد لقي جيش الروم- أقوى جيوش العالم يومئذ- هزيمة قاسية، وفقد زهرة جنده، وقد أدرك هرقل الذي كان في حمص حجم الكارثة التي حلت به وبدولته

، فغادر سورية نهائياً وقلبه ينفطر حزناً، وقد ترتب على هذا النصر العظيم أن استقر المسلمون في بلاد الشام، واستكملوا فتح مدنه جميعاً حتى بيت المقدس..