’’هنا’’ خطبة عن التوكل على الله || 2021


’’هنا’’ خطبة عن التوكل على الله || 2021

فى كلام نيوز خطبة عن التوكل على الله

الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ

وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَسورة آل عمران102.

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ

وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًاسورة النساء1.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ

وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًاسورة الأحزاب70-71.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

معاشر المسلمين

اعبدوا اللهَ الذي خلقكم ورزقكم، وكفَاكم وآواكم، واتقوا اللهَ وتوكَّلوا عليه بصدْقِ الاعتمادِ عليه

– جلَّ وعلا- في جَلْبِ المنافِعِ ودَفْعِ المضار؛ فإنَّه لا يُعطي ولا يمنع،

ولا يضرُّ ولا ينفعُ، ولا يأتي بالحسنات إلا هو سبحانه.

توكَّلوا على مَن يقولُ للشيءِ:﴿ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [البقرة: ١١٧]، ويعلمُ مِن مصالِحِكم ما لا تعلمون.

عباد الله

مَن أنزلَ حوائِجَه بربِّه فليبْشِرْ بالإعانةِ التَّامةِ وتيسيرِ الأمور،

ويا قُرةَ عينِه في كلِّ ما يجري مِن المقدور. قال الإمامُ ابنُ القيم :: «فالتَّوكلُ مِن أعظمِ الأسبابِ التي يَحصلُ بِها المطلوبُ، ويندفِعُ بها المكروه»

فمَنْ أرادَ النَّصرَ والظَّفَرَ فليتوكلْ على الله، ﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّل الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 160].

  توكل على الله في كل حاجة            ولا تؤثرن العجز يوماً على الطلب

        ألم تر أن الله قال لمريم                 إليك فهزي الجذع يساقط الرطب

      ولو شاء أن تجنيه من غير هزها        جنته ،ولكن كل شيء له سبب

 فإذا كان التوكل هو الثقة التامة بالله عز وجل ، والاستسلام لقضائه وقدره ،

ولكن دون إهمال الأسباب وإعمال العقل، فحاشاه أن يأمرنا بما يتنافى مع مبادئ العقل والتفكير. 

 فهل معنى التوكل أن أذهب للحرب دون ارتداء الدرع ،وأقول لقد توكلت على الله؟

، وهل معنى التوكل أن أترك المفتاح بسيارتي في الشارع ،وأقول توكلت على الله ولن يصيبها مكروه ؟. كلا، إن ذلك إن صح أن نسميه ، فهو كسل وضعف وخور.

فعلى الإنسان أن يسير وفقاً للأسباب الّتي وضعها الله سبحانه،

ولكن مع هذا فعليه أن يستشعر في نفسه أنّه ضعيف

،ولا استقلال له في إرادة أموره من دون الله، وأنّ الأسباب العاديّة

باستقلالها لا تقوى على إيصاله إلى ما يبتغيه من المقاصد، بل عليه أن يلتجئ في أموره إلى الله تعالى،

فهو العالِم بكلّ تفاصيل الكون، المطّلع على عباده، مسبّب الأسباب، ومقلّب القلوب.

أخي المسلم ، وأختي المسلمة

إذا أردت أن تتخذ قرارا في أمر ما ، فمن الطبيعي أن تتريث ، وأن تتمهل

، وأن تقف طويلاً قبل اتخاذ قرارك في أي أمر من أمور حياتك ، ولكن إياك والتردد ،

والتخوف من المستقبل ، فعليك أن تأخذ بالأسباب ، وأن تتوكل على الله ( فاعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ ) ، ولا تتردد،  فالمقصود من التردد :

هو عدم الإقدام على الخطوة الأخيرة، من بعد اتخاذ كافة الإجراءات

والتخطيط اللازم والتفكير المناسب، والأخذ بكل الأسباب المتاحة . ، فيعتبر انهاء الموضوع

، والتوقف عند الخطوة الأخيرة ، أو السلمة الأخيرة

من سلم صناعة القرار، إنما هو الخسارة الأكيدة. لماذا؟  ،

 لأنك أهدرت وقتاً وجهداً وأنت في مراحل التهيئة والترتيب اللازمين لاتخاذ القرار، وبدلاً من أن تكلل كل تلك المراحل بالإقدام على الخطوة الأخيرة،

لكي ترى النتائج، بغض النظر عن ماهيتها، تكون قد أضعت على نفسك فرصاً، ربما ثمينة وغالية، وقد لا تتكرر مستقبلاً.

، فضع في ذهنك حديث الصادق المصدوق ( صلى الله عليه وسلم ): ”  اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ ” : أي : خذ بكل الأسباب الميسرة ،والمشروعة ،

ثم توكل على الله ،واتخذ قرارك ،ونفذ الأمر، بلا تردد ،

وستجد التوفيق والنجاح أمامك ، وحليفك بإذن الله .