’’هنا’’ شرح نص أصبح رجلاَ || 2020

’’هنا’’ شرح نص أصبح رجلاَ || 2020


’’هنا’’ شرح نص أصبح رجلاَ || 2020

شرح نص أصبح رجلا

أصبح رجلا النصّ

فكرة النص هنا هو محاولة نقل مشاعر فتى فى مرحلة انتقالية بين اواخر الطفولة وبداية المراهقه وتحمل المسئولية كالرجال
ما إن أنهى الفتى امتحانَ الشّهادةِ الابتدائيّة حتّى قال له شقيقُه: ” ستذهبُ معنا للحصاد “. كانت مُفاجأة له لم يكُن يتوقّعُها… سوف يُباشِرُ عمليّة الحصاد رغم صِغر سنّه لأوّل مرّة.
و حان الرّحيلُ، و لكنّ الفتى لا يدري بالضّبط في أيّة ساعة غادروا المنزل، و امتطى معهُم متنَ العربةِ… انسابت العربة على الإسفلتِ تسيرُ دُون ضجّة و لا قلقلة، و كان يُؤنِسُه رنينُ الجُلجُل المُعلّق برقبَة البَغْلة فاستسلم بسرعة يستكمِلُ نومَهُ… و لم يُفِق إلاّ ضُحًى عندما أخذت العربة ترتجّ و تئزّ عجلاتُها في مسالك ترابيّة كثيرةِ الحجارة و الأخاديد.
و قبل الأصيل بقليل انتهى بهم السّيْرُ إلى حيث يحصُدُون، فشرع يُعينُ الجماعة على إنزالِ الأمتعة من العربةِ و نصبِ الخيمة التّي سيقيمون فيها. انتبَهَ الفتى إلى أنّه الطّفلُ الوحيدُ مع الحاصِدين في تلك المنطقة فأحسّ لأوّل مرّة كأنّه أصبح رجُلا مِثل شقيقه و ابنِ عمّه و العمّ ” الصّغير “.
شرع فعلا في الحَصْدِ و توكّل على الله مثلَ الرّجالِ، لكنّه لا يُحْنِي ظهرَهُ مِثلَهُم ليُمسِكَ قبضة السّنابل و يقُصّها بالمنجلِ، فلم تكُن قامتُهُ تفوتُ كثيرا مُستوى سنابل القمح، و لهذا كان في مُستطاعه أن يحصُد شبه واقفٍ. بدت له العمليّة سهلة في أوّل الأمر، لكنّ المنجل أقلقه، فهو لا يتناسبُ مع كفّه الصّغيرة و أصابعه اللّدنة، و كانت تنقُصُه المهارةُ في استعمال المِنجل. و لم تمضِ أيّام قليلة حتّى جُرٍحَتْ أصابِعُ يُسراه، و لم يفتأ العمّ ” الصّغيرُ ” يُراقبُ الفتى و يُشفِقُ عليه، لكنّه في الوقت نفسه كان يُريدُ منه أن يُتقِنَ الحصادَ كما يُتقِنُ عملَهُ في المدرسةِ… قال له مُبتسِما: ” سوف تتذكّرُ كُلّ ذلك يا ولدي عندما تًصبِحُ كبيرا و تشغَلُ منصَبا عاليا… فتح الله عليك “.
تقبّل الفتى موقِفَ العمّ ” الصّغير ” بكلّ ارتياح، لأنّه يُكنُّ له كُلّ تقدير و احترام، و طالما سَمِعَ منهُ الإرشاد و النّصحَ و تلقّى منهُ مُعامَلة الوالد الحنونِ و قال في ما بينه و بين نفسِهِ: ” لن أنساكَ يا عمّي مهما يَطُلْ بي العُمْرُ … “

التقديم

نصّ سرديّ يتخلّله الوصف استمدّ من رواية: ” رجع الصّدى ” لمحمّد العروسي المطوي، يندرج ضمن محور: ” الأسرة “
الموضوع:
تجربة الحصاد و أثرها في نفسيّة الطّفل
المقاطع:
حسب معيار: الزّمان
—– من البداية ———————————– الصّغير: قبل تجربة الحصاد
—– شرع—————————— فتح الله عليك: أثناء تجربة الحصاد
—– البقيّة: بعد تجربة الحصاد

الشّرح



المقطع الأوّل: قبل تجربة الحصاد

أنهى… لـه: ضمير الغائب المذكّر المفرد
ما إن… حتّى: قصر المدّة الزمنيّة بين الحدثين
سوف يُباشر: الاستقبال —– عدم الانقضاء
الرّواي في هذا النصّ غير مشارك في الأحداث

يضطلع بفعل السّرد
المسافة الزمنيّة بين فعل الانتهاء و فعل القول قصيرة زمنيّا، فبمجرّد انتهاء الشخصيّة الرئيسيّة من دراستها وجّه لها الأخ دعوة للذهاب إلى الحقول ( الحصاد )
دعوة مفاجئة لم تكن تتوقّعها الشخصيّة الرئيسيّة
الدّعوة: الفعل القادح و الباعث للسّرد
يتحدّد هذا المقطع وفق ثنائيّة: الدّعوة و الاستجابة
هذه الاستجابة لم تكن قسريّة إلزاميّة و لكنّها كانت طوعيّة اختياريّة، فالطّفل كان يرغب في خوض تجربة جديدة و اكتشاف عالم جديد مجهول
إنّ هذه الرّغبة في اكتشاف المجهول رغبة إيجابيّة لأنّها تُشكّل دافعا و حافزا للمعرفة، فالتجاربُ هي التّي تجعلُ الطّفل يتعرّف إلى العالم الخارجي و يكتشف أشياء جديدة.
لكنّ: ناسخ حرفي يفيد الاستدراك
كان: ناسخ فعليّ يفيد المضيّ
يؤنس- آنس: طمأنه وأزال وحشته أو خوفه
يسرعة: حال
لا يدري: نفي
لقد كان الفتى سعيدا بدعوته إلى الإسهام في أنشطة الأسرة، و القرائن الدّالة على ذلك كثيرة و متنوّعة:
—– إنّ خروج الطّفل بسرعة—– دون أن يُعير اهتماما للوقت—– سببه شدّة شوقه إلى خوض هذه التجربة الجديدة.
—– النّوم السّريع دليل على الطمأنينة و الارتياح

مساعدة الجماعة على إنزال الأمتعة و نصب الخيمة علامة على رغبة الفتى في مشاركتها أعمالها

المقطع الثّاني: أثناء تجربة الحصاد

شرع: فعل شروع
مثلَ الرّجالِ: مركّب إضافي
هناك تقاطع بين المفرد ( الطّفل ) و الجمع ( الرّجال ): الاشتراك في الحصدِ و التوكّل على الله
الطّفل يُريد أن يتشبّه بالرّجال: يرغب في أن يكبر بسرعة و أن يُظهر قدراته
لكنّ: ناسخ حرفي يفيد الاستدراك
لا يُحني – لا يتناسب – لم تكُن: نفي
سهلة: حال
تجربة الحصاد لم تتمّ بالطّريقة التّي ظنّها الطّفل
كانت هناك صعوبات و عراقيل واجهت الشخصيّة الرئيسيّة
عوامل معرقلة داخليّة بالدّرجة الأساس: تجربة الحصاد اصطدمت بعمر الشخصيّة الرئيسيّة و بقدراتها البدنيّة
—– قصر القامة
—– الكفّ الصّغير
—– الأصابع الليّنة
—– قلّة الخبرة
نتج عن هذا: أذيّة بدنيّة ( ” جُرِحت أصابع يُسراه ” )
هذه العوامل المعرقلة حالت دون تنفيذ الشخصيّة لمشروعها ( تجربة الحصاد ) بالشكل المطلوب
العمّ الصّغير: مركّب نعتي
سوف تتذكّر: الاستقبال ( المستقبل البعيد )
العمّ الصّغير: شخصيّة مساعدة
سيُحاول تخفيف حدّة هذه العوامل المعرقلة التّي أثّرت في مشروع الشخصيّة الرئيسيّة
موقف العمّ الصّغير يتراوح بين الإشفاق و بين الرّغبة في تعلّم الطّفل.
التعلّم لا يحصل إلاّ بعد مُجاهدة و مُكابدة
هي مجاهدة داخليّة بالأساس: مُجاوزة العوامل الداخليّة المُعرقلة
المقطع الثّالث: بعد تجربة الحصاد
بكلّ ارتياح: حال
تقدير و احترام – الإرشاد و النصح: مركّب بالعطف
طالما سمع: كثيرا ما – التكرار
قال في ما بينه و بين نفسه: حوار باطني
انتهى النصّ بعودة الهدوء من جديد ( الارتياح ) بعد التأزّم الذّي بلغ ذروته في المقطع الثّاني بالأذى البدني، و قد كان موقف العمّ الصّغير عاملا مساعدا لحصول هذا الانتقال